الغزل طريقة عذبة لوصف المحبوبة و ذكر محاسنها و التغزل في المرأة هو أكثر ما يجذبها في الرجل .. و اشتهرت قصائد الغزل بفضل شعراء الجاهلية الذين لم تخلو قصائدهم من وصف محبوباتهم و ذكر ما يميزهن عن غيرهن من النساء ..
تنوع الغزل منذ العصر الجاهلي فهناك 3 أنواع من الغزل :
1- الغزل العفيف
2- الغزل الصريح
3- الغزل الفاحش
سأتحدث عن كل نوع من هذه الأنواع الثلاث بتفصيل أكبر و سأبدأ بالغزل العفيف من إسمه (( عفيف )) إذ لم يتطرق الشاعر فيه إلى وصف جمال و محاسن المحبوبة و لكنه وصف عذوبة إحساسها و رقته و أخلاقها الرفيعة و منهم شاعر من شعراء العصر العباسي إذ قال في محبوبته :
أزين نساء العالمين أجيبي ...................... دعاء مشوق بالعراق غريب
كتبت كتابي ما أقيم حروفه ........................ لشدة اعوالي و طول نحيبي
أخط و أمحو ما خططت بعبرة ................ تسح على القرطاس سح غروب
و اني لأستهدي الرياح سلامكم ................... اذا أقبلت من نحوكم بهبوب
و أسألها حمل السلام اليكم ....................... فان هي يوما بلغت فأجيبي
أرى البين يشكوه المحبون كلهم .................. فيا رب قرب دار كل حبيب
أزوار بيت الله مروا بيثرب ........................ لحاجة مثبول الفؤاد كئيب
و قولوا لهم : يا أهل يثرب أسعدوا ............... على جلب للحادثات جليب
فانا تركنا بالعراق أخا هوى ................... تنشب رهنا في حبال شعوب
به سقم أعيا المداوين علمه ............ سوى ظنهم من مخطيء و مصيب
و نشعر عند قراءتنا لهذه الأبيات من الغزل العفيف بصدق العاطفة و جمال الإحساس .. و أما النوع الثاني و هو الغزل الصريح
و في هذا النوع تطرق الشعراء إلى وصف محاسن المرأة في الجسد و من أهم و أشهر الشعراء الذين برزوا في كتابة هذا النوع من الغزل هو عمر بن أبي ربيعة :
أَبَــتِ البَخِيـلَـة ُ أَنْ تُنَـوِّلَـنـي ................................... فَأَظُـنُّ أَنِّــي زائِــرٌ رَمْـسـي
لا خيـرَ فـي الدنيـا وبهجتهـا،.................................. إنْ لم توافقْ نفسها نفسـي
لا صبرَ لـي عنهـا، إذا بـرزت، ...............................کلْبَدْرِ أَوْ قَرْنٍ مِنَ الشَّمْـسِ
نَظَـرَتْ إلَيْـكَ بِعَـيْـنِ جَـازِئَـة .................................. ٍكَحْـلاءَ وَسْـطَ جَـآذِرٍ خُـنْـسِ
فسبتْ فؤادكَ، عند نظرتهـا.....................................،بِمَـ لاَحَـة ِ الأَنْـيَـابِ والأُنْـــسِ
جودي لمـن أورثتـه سقمـاً.......................................،وَتَ ركْتِـهِ حَيْـرَانَ فــي لَـبْـسِ
لاَ تَحْرِمِيهِ الوَصْـلَ واتَّخِـذي .....................................أَجْراً فَلَيْسَ بِـذَاكَ مِـنْ بَـأْسِ
ولقد خشيتُ بأن يكون بهش ......................................مِنْ حُبِّكُمْ طَرَفٌ مِنَ کلْمَسِّ
أَبتِ الـرَّوادِفُ والثُّـدِيُّ لِقُمْصِهـا....................................مسَ ّ البطون، وأنْ تمسّ ظهورا
وإذا الرياحُ معَ العشيّ تناوحتْ.........................................،ن َبَّهْـنَ حَاسِـدَة ً، وَهِجْـنَ غَيـورا
و هذا النوع من الغزل يثير النفس .. و يثير الغريزة التي أوجدها الله سبحانه و تعالى في كل إنسان
أما آخر نوع من الغزل و هو الغزل الفاحش .. في هذا النوع من الغزل تطرق الشاعر إلى تفاااصيل ف يصف مغامراته الليلية مع النساء و قد برز في هذا النوع من الغزل إمرؤ القيس و يتجسد هذا في أحد قصائده إذ قال :
سموت إليها بعد ما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال
فقالت سباك الله إنك فاضحي
ألست ترى السمار والناس أحوال
فقلت يمين الله أبرح قاعدا
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
حلفت لها بالله حلفة فاجر
لناموا فما إن من حديث ولا صال
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميال
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
ورضت فذلت صعبة أي إذلال
بالفعل أضاف الغزل و وصف المرأة رونقاً إلى الشعر الجاهلي .. في نظري أرى أن أفضل أنواع الغزل هو الغزل العفيف لأن الجمال هو جمال الروح و القلب و ليش الجمال الخارجي .. و أراه أصدق من باقي أنواع الغزل لأن فيه إحساس و عاطفة في وصف جمال أخلاق و عذوبة المحبوبة
بقلمي
المفضلات